الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ قَدِ ٱسْتَكْثَرْتُمْ مِّنَ ٱلإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلإِنْسِ رَبَّنَا ٱسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيۤ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ ٱلنَّارُ مَثْوَٰكُمْ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ }

{ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ } بإغوائكم لهم، أو استكثرتم من إغواء الإنس. { اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ } في التعاون والتعاضد أو فيما زينوه من اتباع الهوى وارتكاب المعاصي، أو التعوّذ بهموَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ } [الجن: 6] { أَجَلَنَا } الموت، أو الحشر. { مَثْوَاكُمْ } منزل إقامتكم. { إِلا مَا شَآءَ اللَّهُ } من بعثهم في القبور إلى مصيرهم إلى النار، أو إلا ما شاء الله من تجديد جلودهم وتصريفهم في أنواع العذاب وتركهم على حالهم الأول فيكون استثناء في صفة العذاب لا في الخلود، أو جعل مدّة عذابهم إلى مشيئته ولا ينبغي لأحد أن يحكم على الله ـ تعالى ـ في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا ناراً قاله ابن عباس ـ رضي الله تعالى عنهما ـ.