الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ }

{ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ } بالسريانية أب رحيم. { بِكَلمَاتٍ } شرائع الإسلام، ما ابتلى أحد بهذا الدين فقام به كله سواه، فكتب الله ـ تعالى ـ له البراءة، فقال ـ تعالى ـ:وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ } [النجم: 37] وهي ثلاثون سهماً، عشر في براءةٱلتَّائِبُونَ ٱلْعَابِدُونَ } [التوبة: 112] وعشر في " الأحزاب "إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ } [الأحزاب: 35] وعشر في المؤمنين [1-9]،سَأَلَ سَآئِلٌ } [المعارج: 22 - 34] إلى قولهعَلَى صَلاتِهمْ يُحَافِظُونَ } [المعارج: 34]، قاله ابن عباس ـ رضي الله تعالى عنهما ـ أو هي عشر من سنن الإسلام: خمس في الرأس، قص الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وفرق الرأس، وفي الجسد، تقليم الأظافر، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل أثر البول والغائط بالماء، أو هي عشر: ست في الإنسان، حلق العانة والختان، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر، وقص الشارب، وغسل الجمعة، وأربع في المشاعر: الطواف والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار، والإفاضة، أو مناسك الحج خاصة، أو الكوكب، والقمر، والشمس؛ والنار والهجرة والختان، ابتُلي بهن فصبر، أو ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم لم سمى الله ـ تعالى ـ إبراهيم خليلهٱلَّذِي وَفَّىٰ } [النجم:37] لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسىفَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } [الروم:17] إلى قوله تعالىتُظْهِرُونَ } أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم " أتدرون ما { وَفَّيَ }؟ " قالوا الله ورسوله أعلم، قال: " وفَّى عمل يومه أربع ركعات في النهار " ، أو قال له ربه: " إني مبتليك، قال: أتجعلني للناس إماماً، قال: نعم: قال: ومن ذريتي قال: لا ينال عهدي الظالمين، قال: تجعل البيت مثابة للناس قال: نعم، قال: وأمنا قال: نعم، قال: وتجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك. قال: وترينا مناسكنا وتتوب علينا قال: نعم، قال: وتجعل هذا البيت آمناً، قال: نعم، قال: وترزق أهله من الثمرات، قال: نعم، فهذه الكلمات التي أبتُلى بها. { إمَاماً } متبوعاً. { عَهْدِى } النبوة، أو الإمامة، أو دين الله، أو الأمان، أو الثواب، أو لا عهد عليك لظالم أن تطيعه في ظلمه، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.