الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَآءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَٱبْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَىٰ ٱلْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَآ أَزْكَىٰ طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً }

{ بَعَثْنَاهُمْ } أيقظناهم، وكان الكلب قد نام معهم { لَبِثْنَا يَوْماً } لما أُنيموا أول النهار وبُعثوا آخر نهار أخر قالوا لبثنا يوماً لأنه أطول مدة النوم المعتاد فلما رأوا الشمس لم تغرب قالوا: أو بعض يوم. { قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ } لما رأى كبيرهم اختلافهم قال: ذلك، أو هو حكاية عن الله ـ تعالى ـ أنه أعلم بمدة لبثهم. { بِوَرِقِكُمْ } بكسر الراء وسكونها الدراهم، وبفتحها الإبل والغنم { أزْكَى } أكثر، أو أحل، أو خير، أو أطيب، أو أرخص. { بِرِزْقٍ } يحتمل بما ترزقون أكله، أو بما يحل أكله { وَلْيَتَلَطَّفْ } في إخفاء أمركم، أو ليسترخص فيه دليل على جواز المناهدة وكان الجاهلية يستقبحونها فأباحها الشرع.