الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

قوله تعالى: { جاهد الكفار والمنافقين } أما جهاد الكفار، فبالسيف وفي جهاد المنافقين قولان.

أحدهما: أنه باللسان، قاله ابن عباس، والحسن، والضحاك، والربيع بن أنس.

والثاني: جهادهم باقامة الحدود عليهم، روي عن الحسن، وقتادة. فان قيل: إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بجهادهم وهو يعلم أعيانهم، فكيف تركهم بين أظهر أصحابه فلم يقتلهم؟.

فالجواب: أنه إنما أُمر بقتال من أظهر كلمة الكفر وأقام عليها، فأما من إذا أُطلع على كفره، أنكر وحلف وقال: إني مسلم، فانه أُمر أن يأخذه بظاهر أمره، ولا يبحث عن سِرِّه.

قوله تعالى: { واغلظ عليهم } قال ابن عباس: يريد: شدة الانتهار لهم، والنظر بالبغضة والمقت. وفي الهاء والميم من «عليهم» قولان.

أحدهما: أنه يرجع إلى الفريقين، قاله ابن عباس.

والثاني: إلى المنافقين، قاله مقاتل.