الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ أَنَزلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَذٰلِكَ جَزَآءُ ٱلْكَافِرِينَ } * { ثُمَّ يَتُوبُ ٱللَّهُ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

قوله تعالى: { ثم أنزل الله سكينته } أي: بعد الهزيمة. قال أبو عبيدة: هي فَعِليةٌ من السكون، وأنشد:
لِلّهِ قَبْرٌ غَالَها ماذا يُجِنُّ   لقد أَجَنَّ سكينةً وَوَقارا
وكذلك قال المفسرون: الأمن والطمأنينة.

قوله تعالى: { وأنزل جنوداً لم تروها } قال ابن عباس: يعني: الملائكة. وفي عددهم يومئذ ثلاثة أقوال.

أحدها: ستة عشر ألفاً، قاله الحسن. والثاني: خمسة آلاف، قاله سعيد ابن جبير. والثالث: ثمانية، قاله مجاهد، يعني: ثمانية آلاف. وهل قاتلت الملائكة يومئذ، أم لا؟ فيه قولان.

وفي قوله: { وعذَّب الذين كفروا } أربعة أقوال.

أحدها: بالقتل، قاله ابن عباس، والسدي.

والثاني: بالقتل والهزيمة، قاله ابن أبزى، ومقاتل.

والثالث: بالخوف والحذر ذكره الماوردي.

والرابع: بالقتل، والأسر، وسبي الأولاد، وأخذ الأموال، ذكره بعض ناقلي التفسير.

قوله تعالى: { ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء } أي: يوفِّقه للتوبة من الشرك.