الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } * { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } * { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } * { إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } * { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } * { وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ } * { وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ } * { ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } * { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } * { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ }

قوله تعالى: { والفجر } قال ابن عباس: الفجر: انفجار الظُّلمة عن الصبح، وانفجر الماء: انبجس. قال شيخنا علي بن عبيد الله: الفجر: ضوء النهار إذا انشق عنه الليل، وهو مأخوذ من الانفجار، يقال: انفجر النهر ينفجر انفجاراً: إذا انشق فيه موضع لخروج الماء، ومن هذا سمي الفاجر فاجراً، لأنه خرج عن طاعة الله.

وللمفسرين في المراد بهذا الفجر ستة أقوال.

أحدها: أنه الفجر المعروف الذي هو بدء النهار، قاله عليٌّ رضي الله عنه. وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: هو انفجار الصبح كل يوم، وبهذا قال عكرمة، وزيد بن أسلم، والقرظي.

والثاني: صلاة الفجر، رواه عطية عن ابن عباس.

والثالث: النهار كلُّه، فعبَّر عنه بالفجر، لأنه أوله، وروى هذا المعنى أبو نصر عن ابن عباس.

والرابع: أنه فجر يوم النحر خاصة قاله مجاهد.

والخامس: أنه فجر أول يوم من ذي الحجة، قاله الضحاك.

والسادس: أنه أول يوم من المحرم تنفجر منه السنة قاله قتادة.

قوله تعالى: { وليالٍ عشر } فيها أربعة أقوال.

أحدها: أنه عشر ذي الحجة، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وقتادة، والضحاك، والسدي ومقاتل.

والثاني: أنها العشر الأواخر من رمضان، رواه أبو ظبيان عن ابن عباس.

والثالث: العشر الأول من رمضان، قاله الضحاك.

والرابع: العشر الأول من المحرم، قاله يمان بن رئاب.

قوله تعالى: { والشَّفْعِ والوَتْرِ } قرأ حمزة، والكسائي، وخلف «والوِتْر» بكسر الواو، وفتحها الباقون، وهما لغتان. قال الفراء: الكسر لقريش وتميم وأسد، والفتح لأهل الحجاز.

وللمفسرين في «الشفع والوتر» عشرون قولاً.

أحدهما: أن الشفع: يوم عرفة ويوم الأضحى، والوتر: ليلة النحر، رواه أبو أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والثاني: يوم النحر، والوتر: يوم عرفة، [رواه جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه قال ابن عباس، وعكرمة، والضحاك].

والثالث: أن الشفع والوتر: الصلاة، منها الشفع، ومنها الوتر، رواه عمران بن حصين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه قال قتادة.

والرابع: [أن الشفع: الخلق كله، والوتر: الله تعالى]، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد في رواية مسروق، وأبو صالح.

والخامس: أن الوتر: آدم شفع بزوجته، رواه مجاهد عن ابن عباس.

والسادس: أن الشفع يومان بعد يوم النحر، وهو النفر الأول، والوتر: اليوم الثالث، وهو النفر الأخير، قاله عبد الله ابن الزبير، واستدل بقوله تعالى:فمن تعجَّل في يومين فلا إثم عليه } [البقرة:203].

والسابع: أن الشفع: صلاة الغداة، والوتر: صلاة المغرب، حكاه عطية.

والثامن: أن الشفع: الركعتان من صلاة المغرب، والوتر: الركعة الثالثة، قاله أبو العالية، والربيع بن أنس.

السابقالتالي
2 3 4 5