الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

قوله تعالى: { وإن جنحوا للسَّلْم } قرأ أبو بكر عن عاصم: «للسِّلم» بكسر السين. قال الزجاج: السَّلْم: الصلح والمسالمة. يقال: سَلْم وسِلْم وسَلَم في معنى واحد، أي: إن مالوا إلى الصلح فمِل إليه. قال الفراء: إن شئت جعلت «لها» كناية عن السَّلم لأنها تؤنث، وإن شئت جعلتها للفَعْلَةِ، كقوله:إن ربك من بعدها لغفور رحيم } [الأعراف: 153].

فان قيل: لم قال «لها» ولم يقل «إليها»؟.

فالجواب: أن «اللام» و«إلى» تنوب كل واحدة منهما عن الأخرى. وفيمن أريد بهذه الآية قولان.

أحدهما: المشركون، وأنها نسخت بآية السيف.

والثاني: أهل الكتاب.

فان قيل: إنها نزلت في ترك حربهم إذ بذلوا الجزية وقاموا بشرط الذمة، فهي محكمة.

وإن قيل: نزلت في موادعتهم على غير جزية، توجَّه النسخ لها بآية الجزية.