الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ } * { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }

قوله تعالى: { إذا لقيتم فئة فاثبتوا } الفئة: الجماعة { واذكروا الله كثيراً } فيه قولان.

أحدهما: أنه الدعاء والنصر. والثاني: ذكر الله على الإِطلاق.

قوله تعالى: { ولا تنازعوا فتفشلوا } قد سبق ذكر التنازع والفشل آنفا.

قوله تعالى: { وتذهب ريحكم } وروى أبان: «ويذهبْ» بالياء والجزم. وفيه أربعة أقوال.

أحدها: تذهب شدَّتكم، قاله أبو صالح عن ابن عباس. وقال السدي: حِدَّتكم وجدُّكم. وقال الزجاج: صولتكم وقوتكم.

والثاني: يذهب نصركم، قاله مجاهد، وقتادة.

والثالث: تتقطَّع دولتكم، قاله أبو عبيدة. وقال ابن قتيبة: يقال: هبَّت له ريح النصر إذا كانت له الدولة. ويقال: له الريح اليوم، أي: الدولة.

والرابع: أنها ريح حقيقة، ولم يكن نصر قط إلا بريح يبعثها الله فتضرب وجوه العدو؛ ومنه قوله عليه السلام " نُصِرتُ بالصَّبا، وأُهْلِكتْ عادٌ بالدَّبور " وهذا قول ابن زيد، ومقاتل.