الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } * { يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }

قوله تعالى: { واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة } قال ابن عباس: هذا خطاب لأبي لبابة، لأنه كانت له أموال وأولاد عند بني قريظة. فأما الفتنة، فالمراد بها: الابتلاء والامتحان الذي يُظهر ما في النفس من اتِّباع الهوى أو تجنُّبِه { وأن الله عنده أجر عظيم } خير من الأموال والأولاد.

قوله تعالى: { إن تتقوا الله } أي: بترك معصيته، واجتناب الخيانة لله ورسوله.

قوله تعالى: { يجعل لكم فرقاناً } فيه أربعة أقوال.

أحدها: أنه المخرج، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال عكرمة، ومجاهد، والضحاك، وابن قتيبة. والمعنى: يجعل لكم مخرجاً في الدين من الضلال.

والثاني: أنه النجاة، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال قتادة، والسدي.

والثالث: أنه النصر، رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال الفراء.

والرابع: أنه هدى في قلوبهم يفرقون به بين الحق والباطل، قاله ابن زيد، وابن إسحاق.