الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } * { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ }

قوله تعالى: { ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا } اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال.

أحدها: أنها نزلت في بني عبد الدار بن قصيّ، قاله أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: في اليهود قريظة والنضير، روي عن ابن عباس أيضاً.

والثالث: في المنافقين، قاله ابن إسحاق، والواقدي، ومقاتل.

وفي معنى الكلام قولان.

أحدهما: أنهم قالوا: سمعنا، ولم يتفكَّرُوا فيما سمعوا، فكانوا كمن لم يسمع، قاله الزجاج.

والثاني: أنهم قالوا: سمعنا سماع من يقبل، وليسوا كذلك، حكي عن مقاتل.

قوله تعالى: { إن شر الدواب عند الله الصم البكم } اختلفوا فيمن نزلت على قولين.

أحدهما: أنها نزلت في بني عبد الدار بن قصيّ، قاله أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: في المنافقين، قاله ابن إسحاق، والواقدي. والدواب: اسم كل حيوان يَدِبُّ وقد بينا في سورة [البقرة: 18] معنى الصم والبكم، ولم سمَّاهم بذلك.