الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَٰناً وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }

قوله تعالى: { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله } قال الزجاج: إذا ذُكرتْ عظمتُه وقدرتُه وما خوَّف به من عصاه، فزعت قلوبهم، قال الشاعر:
لَعَمْرُكَ ما أدْري وإني لأوجَلُ   على أيِّنا تَعْدو المنيَّة أوَّلُ
يقال: وجِل يَوْجَل وياجَل ويَيْجَل ويِيجَل، هذه أربع لغات حكاها سيبويه. وأجودها: يَوْجَل. وقال السدي: هو الرجل يهمُّ بالمعصية فيذكر الله فينزِع عنها.

قوله تعالى: { وإذا تليت عليهم آياته } أي: آيات القرآن.

وفي قوله: { زادتهم إيماناً } ثلاثة أقوال.

أحدها: تصديقاً، قاله ابن عباس. والمعنى: أنهم كلما جاءهم شيء عن الله آمنوا به فيزدادوا إيماناً بزيادة الآيات.

والثاني: يقيناً، قاله الضحاك.

والثالث: خشية الله، قاله الربيع بن أنس. وقد ذكرنا معنى التوكل في [آل عمران: 122].