الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ }

قوله تعالى: { وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد } فيه أربعة أقوال.

أحدها: إذا حضرت الصلاة وأنتم عند مسجد، فصلُّوا فيه، ولا يقولنَّ أحدكم: أُصلي في مسجدي، قاله ابن عباس، والضحاك، واختاره ابن قتيبة.

والثاني: توجهوا حيث كنتم في الصلاة إلى الكعبة، قاله مجاهد، والسدي، وابن زيد.

والثالث: اجعلوا سجودكم خالصاً لله تعالى دون غيره، قاله الربيع بن أنس.

والرابع: اقصدوا المسجد في وقت كل صلاة، أمراً بالجماعة لها، ذكره الماوردي. وفي قوله: { وادعوه } قولان.

أحدهما: أنه العبادة. والثاني: الدعاء. وفي قوله: { مخلصين له الدين } قولان.

أحدهما: مُفْردين له العبادة. والثاني: موحِّدين غير مشركين.

وفي قوله: { كما بدأكم تعودون } ثلاثة أقوال.

أحدها: كما بدأكم سعداء وأشقياء كذلك تبعثون، روى هذا المعنى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، والقرظي، والسدي، ومقاتل، والفراء.

والثاني: كما خُلقتم بقدرته، كذلك يعيدكم، روى هذا المعنى العوفي عن ابن عباس، وبه قال الحسن، وابن زيد، والزجاج، وقال: هذا الكلام متصل بقوله:فيها تحيون وفيها تموتون } [الأعراف: 25].

والثالث: كما بدأكم لا تملكون شيئا، كذلك تعودون، ذكره الماوردي.