الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ } * { إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّالِحِينَ }

قوله تعالى: { إن الذين تدعون من دون الله } يعني الأصنام { عبادٌ أمثالكم } في أنهم مسخَّرون مذلَّلون لأمر الله. وإنما قال «عباد» وقال: { فادعوهم } ، وإن كانت الأصنام جماداً، لما بيَّنا عند قوله: { وهم يُخلقون }.

قوله تعالى: { فليستجيبوا لكم } أي: فليجيبوكم { إن كنتم صادقين } أنَّ لكم عندهم نفعاً وثواباً. { ألهم أرجل يمشون بها } في المصالح { أم لهم أيد يبطشون بها } في دفع ما يؤذي. وقرأ أبو جعفر «يبطُشون» بضم الطاء هاهنا وفي [القصص: 19] و[الدخان: 16]. { أم لهم أعين يبصرون بها } المنافع من المضار { أم لهم آذان يسمعون بها } تضرعكم ودعاءكم؟ وفي هذا تنبيه على تفضيل العابدين على المعبودين، وتوبيخ لهم حيث عبدوا مَنْ هم أفضل منه. { قل ادعوا شركاءكم } قال الحسن: كانوا يخوِّفونه بآلهتهم، فقال الله تعالى: { قل ادعوا شركاءكم } ، { ثم كيدوني } أنتم وهم { فلا تنظرون } أي: لا تؤخِّروا ذلك. وكان ابن كثير، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، يقرؤون: { ثم كيدون } بغير ياء في الوصل والوقف. وقرأ أبو عمرو، ونافع: في رواية ابن حماد بالياء في الوصل. وروى ورش، وقالون، والمسيِّبي: بغير ياء في الوصل، ولا وقف. فأما { تنظرون } فأثبت فيها الياء يعقوب في الوصل والوقف. { إن وَليِّيَ الله } أي: ناصري { الذي نزَّل الكتاب } وهو القرآن، أي: كما أيَّدني بانزال الكتاب ينصرني.