الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ }

قوله تعالى: { أيشركون ما لا يخلق شيئاً } قال ابن زيد: هذه لآدم وحواء حيث سمّيا ولدهما عبد شمس، والشمس لا تخلق شيئاً. وقال غيره: هذا راجع إلى الكفار حيث أشركوا بالله الاصنام، وهي لا تخلق شيئاً وقوله: { وهم يُخلَقون } أي: وهي مخلوقة. قال ابن الأنباري: وإنما قال: { ما } ثم قال: { وهم يُخلَقون } لأن { ما } تقع على الواحد والاثنين والجميع؛ وإنما قال: { وهم } وهو يعني الأصنام، لأن عابديها أدّعَوا أنها تعقل وتميِّز، فأجريت مجرى الناس، فهو كقوله:رأيتهم لي ساجدين } [يوسف: 4] وقولهيا أيها النمل ادخلوا مساكنكم } [النمل: 18] وقوله:وكل في فلك يسبحون } [يس: 40]، قال الشاعر:
تمزَّزْتُها والدِّيكُ يَدْعُو صَبَاحَهُ   إذَا مَا بَنُو نَعْشٍ دنَوْا فتصوَّبُوا
وأنشد ثعلب لعبدة بن الطبيب:
إذْ أشْرَفَ الدِّيكُ يَدْعُو بَعْضَ أُسْرَتِه   لَدَى الصَّبَاحِ وَهُمْ قَوْمٌ مَعَازِيْلُ
لمّا جعله يدعو، جعل الدِّيَكَة قوماً، وجعلهم معازيل، وهم الذين لا سلاح معهم، وجعلهم أُسرة؛ وأسرة الرجل: رهطه وقومه.