الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

قوله تعالى: { وقطَّعناهم في الأرض أُمماً } قال أبو عبيدة: فرَّقناهم فِرقاً. قال ابن عباس: هم اليهود، ليس من بلد إلا وفيه منهم طائفة. وقال مقاتل: هم بنو إسرائيل. وقيل: معناه: شتات أمرهم وافتراق كلمتهم. { منهم الصالحون } وهم المؤمنون بعيسى ومحمد عليهما السلام. { ومنهم دون ذلك } وهم الكفار. وقال ابن جرير: إنما كانوا على هذه الصفة قبل أن يُبعث عيسى، وقبل ارتدادهم.

قوله تعالى: { وبلوناهم } أي: اختبرناهم { بالحسنات } وهي: الخير، والخصب، والعافية، { والسيئات } وهي: الجدب، والشر، والشدائد؛ فالحسنات والسيئات تحث على الطاعة، أما النعم فطلب الازدياد منها، وخوف زوالها، والنقمُ فلكشفها، والسلامة منها. { لعلهم يرجعون } أي: لكي يتوبوا.