الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } * { قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } * { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } * { قَالُوۤاْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي ٱلْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ } * { يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } * { وَجَآءَ ٱلسَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْوۤاْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَالِبِينَ } * { قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } * { قَالُواْ يٰمُوسَىٰ إِمَّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحْنُ ٱلْمُلْقِينَ } * { قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّآ أَلْقَوْاْ سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَآءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } * { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } * { فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَٱنقَلَبُواْ صَاغِرِينَ } * { وَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ } * { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ }

قوله تعالى: { ونزع يده } قال ابن عباس: أدخل يده في جيبه، ثم أخرجها، فاذا هي تبرق مثل البرق، لها شعاع غلب نور الشمس، فخرَّوا على وجوههم؛ ثم أدخلها جيبه فصارت كما كانت. قال مجاهد: بيضاء من غير برص.

قوله تعالى: { فماذا تأمرون } قال ابن عباس: ما الذي تشيرون به عليَّ؟ وهذا يدل على أنه من قول فرعون، وأن كلام الملأ انقطع عند قوله: { من أرضكم }. قال الزجاج: يجوز أن يكون من قول الملأِ، كأنهم خاطبوا فرعون ومن يخصه، أو خاطبوه وحده، لأنه قد يقال للرئيس المطاع: ماذا ترون؟.

قوله تعالى: { أرْجِئْهُ } قرأ ابن كثير «أرجهؤ» مهموز بواو بعد الهاء في اللفظ. وقرأ أبو عمرو مثله، غير أنه يضم الهاء ضمة، من غير أن يبلغ بها الواو؛ وكانا يهمزانمُرجَؤن } [التوبة: 106] وترجىء } [الأحزاب: 51].

وقرأ قالون والمسيّبي عن نافع «أرجهِ» بكسر الهاء، ولا يبلغ بها الياء، ولا يهمز. وروى عنه ورش: «أرجهي» يصلها بياء، ولا يهمز بين الجيم والهاء. وكذلك قال إسماعيل بن جعفر عن نافع؛ وهي قراءة الكسائي. وقرأ حمزة: «أرجهْ» ساكنة الهاء غير مهموز، وكذلك قرأ عاصم في غير رواية المفضل، وقد روى عنه المفضل كسر الهاء من غير إشباع ولا همز، وهي قراءة أبي جعفر، وكذلك اختلافهم في سورة [الشعراء: 36]. قال ابن قتيبة: أرِّجْهُ: أخّره؛ وقد يهمز، يقال: أرجأت الشيء، وأرجيته. ومنه قوله:ترجي من تشاء منهن } [الأحزاب: 51]. قال الفراء: بنو أسد تقول: أرجيت الأمر، بغير همز، وكذلك عامة قيس؛ وبعض بني تميم يقولون: أرجأت الأمر، بالهمز، والقراء مولَعون بهمزها، وترك الهمز أجود.

قوله تعالى: { وأرسل في المدائن } يعني: مدائن مصر، { حاشرين } أي: من يحشر السحرة إليك ويجمعهم. وقال ابن عباس: هم الشرط.

قوله تعالى: { يأتوك بكل ساحر } قرأ ابن كثير، ونافع، وابو عمرو، وعاصم وابن عامر: { ساحرٍ } ، وفي [يونس: 97]بكل ساحرٍ } ؛ وقرأ حمزة، والكسائي: «سحّارٍ» في الموضعين؛ ولا خلاف في [الشعراء: 37]سحّارٍ } قوله تعالى: { إن لنا لأجراً } قرأ ابن كثير، ونافع، وحفص عن عاصم: { إن لنا لأجراً } مكسورة الألف على الخبر، وفي [الشعراء: 41]آينَّ } ممدودة مفتوحة الألف، غير أن حفصا روى عن عاصم في [الشعراء: 41]أإن } بهمزتين. وقرأ أبو عمرو: { آين لنا } ممدودة في السورتين. وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: بهمزتين في الموضعين. قال أبو علي: الاستفهام أشبه بهذا الموضع، لأنهم لم يقطعوا على أن لهم الأجر، وإنما استفهموا عنه.

قوله تعالى: { وإنكم لمن المقربين } أي: ولكم مع الأجر المنزلة الرفيعة عندي.

قوله تعالى: { سحروا أعين الناس } قال أبو عبيدة: عَشَّوْا أعين الناس وأخذوها. { واسترهبوهم } أي: خوَّفوهم.

السابقالتالي
2