الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ }

قوله تعالى: { ولو جعلناه } أي: ولو جعلنا الرسول إليهم مَلكَاً، لجعلناه في صورة رجل، لأنهم لا يستطيعون رؤية المَلَك على صورته، { ولَلَبَسْنا عليهم } أي: لشبَّهنا عليهم يقال: ألبست الأمر على القوم، أُلبِسه، أي: شبهته عليهم، وأشكلته، والمعنى لخلطنا عليهم ما يخلطون على أنفسهم، حتى يشكّوا فلا يدرون أمَلَكٌ هو أم آدميٌ؟ فأضللناهم بما به ضلّوا، قبل أن يُبعث المَلَك. وقال الزجاج: كانوا يلبسون على ضعفتهم في أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فيقولون: إنما هذا بشر مثلكم، فقال تعالى: لو رأوا المَلَك رجلاً، لكان يلحقهم فيه من الَّلبْسِ مثلُ ما لحق ضعفتهم منه، وقرأ الزهري، ومعاذ القارىء، وأبو رجاء: «وللبّسنا» بالتشديد، «عليهم ما يلبّسون» مشددة أيضاً.