الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَٰجُّوۤنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ }

قوله تعالى: { إني وجهت وجهي } قال الزجاج: جعلت قصدي بعبادتي وتوحيدي لله رب العالمين عز وجل. وباقي الآية قد تقدم.

وقوله تعالى: { وحاجه قومه } قال ابن عباس: جادلوه في آلهتهم، وخوَّفوه بها، فقال: منكراً عليهم: { أتحاجُّونِّي } قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي: { أتحاجُّوني } وتأمرونّي } [الزمر: 64] بتشديد النون. وقرأ نافع، وابن عامر بتخفيفها، فحذفا النون الثانية لالتقاء النونين. ومعنى { أتحاجونّي في الله } أي: في توحيده. { وقد هدان } أي: بيَّن لي ما به اهتديت. وقرأ الكسائي: «هداني» بامالة الدال. والإمالة حسنة فيما كان أصله الياء، وهذا من هدى يَهدي.

قوله تعالى: { ولا أخاف ما تشركون به } أي: لا أرهب آلهتكم، وذلك أنهم قالوا: نخاف أن تمسك آلهتنا بسوء، فقال: لا أخافها لأنها لا تضر ولا تنفع { إلا أن يشاء ربي شيئاً } فله أخاف { وسع ربي كل شيء علماً } أي عَلِمه علماً تاماً.