الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ يَقُصُّ ٱلْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَٰصِلِينَ }

قوله تعالى: { قل إني على بينة من ربي } سبب نزولها: أن النضر بن الحارث وسائر قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد ائتنا بالعذاب الذي تَعِدُنا به، استهزاءً؛ وقام النضر عند الكعبة وقال: اللهم إن كان ما يقول حقا، فائتنا بالعذاب؛ فنزلت هذه الآية؛ رواه أبو صالح عن ابن عباس. فأما البينة، فهي الدلالة التي تفصل بين الحق والباطل. قال الزجاج: أنا على أمر بيِّن، لا متبعٌ لهوى.

قوله تعالى: { وكذبتم به } في هاء الكناية ثلاثة أقوال.

أحدها: أنها ترجع إلى الرب.

والثاني: ترجع إلى البيان.

والثالث: ترجع إلى العذاب الذي طلبوه استهزاءً.

قوله تعالى: { ما عندي ما تستعجلون به } أي: ما بيدي. وفي الذي استعجلوا به قولان.

أحدهما: أنه العذاب؛ قاله ابن عباس، والحسن.

والثاني: أنه الآيات التي كانوا يقترحونها؛ ذكره الزجاج.

قوله تعالى: { إن الحكم إلا لله } فيه قولان.

أحدهما: أنه الحكم الذي يفصل به بين المختلفين بايجاب الثواب والعقاب.

والثاني: أنه القضاء بانزال العذاب على المخالف.

قوله تعالى: { يَقُصُّ الحق } قرأ ابن كثير، وعاصم، ونافع: «يَقُصُّ الحق» بالصاد المشددة من القصص؛ والمعنى: أن كل ما أخبر به فهو حق. وقرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: «يقضي الحق» من القضاء؛ والمعنى: يقضي القضاء الحق.