الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِّيَقُولوۤاْ أَهَـٰؤُلاۤءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَآ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ }

قوله تعالى: { وكذلك فتنَّا بعضهم ببعض } المعنى: وكما ابتلينا قبلك الغني بالفقير، ابتلينا أيضاً بعضهم ببعض، و { فتنا } بمعنى: ابتلينا واختبرنا؛ { ليقولوا } يعني الكبراء؛ { أهؤلاء } يعنون الفقراء والضعفاء { منّ الله عليهم } بالهدى؟ وهذا استفهام معناه الانكار، كأنهم أنكروا أن يكونوا سبقوهم بفضيلة.

قال ابن السائب: ابتلى الله الرؤساء بالموالي، فاذا نظر الشريف إلى الوضيع قد آمن قبله، أنف أن يسلم، ويقول: سبقني هذا؟

قوله تعالى: { أليس الله بأعلم بالشاكرين } أي: بالذين يشكرون نعمته إذا منَّ عليهم بالهداية، والمعنى: إنما يهدي الله من يعلم أنه يشكر. والاستفهام في «أليس»، معناه التقرير، أي: إنه كذلك.