الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنَ ٱلأَنْعَٰمِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }

قوله تعالى: { ومن الأنعام حمولة وفرشاً } هذا نسق على ما قبله، والمعنى: أنشأ جنّاتٍ، وأنشأ حمولة وفرشاً، وفي ذلك خمسة أقوال.

أحدها: أن الحمولة: ما حمل من الإبل، والفرشَ: صغارها، قاله ابن مسعود، والحسن، ومجاهد، وابن قتيبة.

والثاني: أن الحمولة، ما انتفعت بظهورها، والفرش: الراعية، رواه الضحاك عن ابن عباس.

والثالث: أن الحمولة: الإبل والخيل، والبغال، والحمير، وكل شيء يُحمَل عليه. والفرش: الغنم، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.

والرابع: الحمولة: من الإبل، والفرش: من الغنم، قاله الضحاك.

والخامس: الحمولة: الإبل والبقر. والفرش: الغنم وما لا يحمل عليه من الإبل، قاله قتادة. وقرأ عكرمة، وأبو المتوكل، وأبو الجوزاء: { حُمولة } بضم الحاء.

قوله تعالى: { كلوا مما رزقكم الله } قال الزجاج: المعنى: لا تحرِّموا ما حرمتم مما جرى ذكره، { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } أي: طرقه. قال: وقوله: { ثمانية أزواج } بدل من قوله: { حمولة وفرشا } والزوج، في اللغة: الواحد الذي يكون معه آخر. قال المصنف: وهذا كلام يفتقر إلى تمام، وهو أن يقال الزوج: ما كان معه آخر من جنسه، فحينئذ يقال: لكل واحد منهما: زوج.