الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ يَٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ }

قوله تعالى: { على مكانتكم } وقرأ أبو بكر عن عاصم «مكاناتكم» على الجمع. قال ابن قتيبة: أي: على موضعكم يقال: مكان ومكانة، ومنزل ومنزلة، وقال الزجاج: اعملوا على تمكنكم. قال: ويجوز أن يكون المعنى: اعملوا على ما أنتم عليه. تقول للرجل إذا أمرته أن يثبت على حال: كن على مكانتك.

قوله تعالى: { إني عامل } أي: عامل ما أمرني به ربي { فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار } قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، «تكون» بالتاء وقرأ حمزة، والكسائي: بالياء. وكذلك خلافهم في [القصص: 37]، ووجه التأنيث: اللفظ، ووجه التذكير: أنه ليس بتأنيث حقيقي. وعاقبة الدار: الجنة، والظالمون هاهنا: المشركون. فان قيل: ظاهر هذه الآية أمرهم بالاقامة على ما هم عليه، وذلك لا يجوز. فالجواب: أن معنى هذا الأمر المبالغة في الوعيد؛ فكأنه قال: أقيموا على ما أنتم عليه، إن رضيتم بالعذاب، قاله الزجاج.

فصل

وفي هذه الآية قولان.

أحدهما: أن المراد بها: التهديد، فعلى هذا: هي محكمة.

والثاني: أن المراد بها ترك القتال؛ فعلى هذا: هي منسوخة بآية السيف.