الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { لهم دار السلام } يعني: الجنة. وفي تسميتها بذلك أربعة أقوال.

أحدها: أن السلام، هو الله، وهي داره، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة، والسدي.

والثاني: أنها دار السلامة التي لا تنقطع، قاله الزجاج.

والثالث: أن تحية أهلها فيها السلام، ذكره أبو سليمان الدمشقي.

والرابع: أن جميع حالاتها مقرونة بالسلام، ففي ابتداء دخولهم:ادخلوها بسلام } [الحجر: 46] وبعد استقرارهم:والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم } [الرعد: 23-24] وقوله:إلا قيلا سلاماً سلاماً } [الواقعة: 25] وعند لقاء الله:سلام قولاً من رب رحيم } [يس: 58] وقولهتحيتهم يوم يلقونه سلام } [الأحزاب: 44] ومعنى { عند ربهم } أي مضمونة لهم عنده { وهو وليهم } أي متولي إيصال المنافع إليهم ودفع المضار عنهم { بما كانوا يعملون } من الطاعات.