الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُعْتَدِينَ }

قوله تعالى: { وما لكم ألاَّ تأكلوا } قال الزجاج: المعنى: وأي شيء يقع لكم في أن لا تأكلوا؟ وموضع «أن» نصب، لأن «في» سقطت، فوصل المعنى إلى «أن» فنصبها.

قوله تعالى: { وقد فصَّل لكم } قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر: «فصَّل لكم ما حرم عليكم» مرفوعتان؛ وقرأ نافع، وحفص عن عاصم، ويعقوب، والقزاز عن عبد الوارث: «فَصَّل» بفتح الفاء، «ما حَرَّم» بفتح الحاء، وقرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: «فَصَّل» بفتح الفاء، «ما حُرِّم» بضم الحاء. قال الزجاج: أي: فُصِّل لكم الحلال من الحرام، وأُحل لكم في الاضطرار ما حُرِّم. وقال سعيد بن جبير: فُصِّل لكم ما حُرِّم عليكم يعني: ما بُيِّن في (المائدة) من الميتة، والدم، إلى آخر الآية. { وإن كثيراً ليضَلون بأهوائهم } يعني: مشركي العرب يَضلون في أمر الذبائح وغيره، قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: «ليضلون»، وفي [يونس: 88]:ربنا ليَضِلوا } وفي [ابراهيم: 30]أنداداً ليَضلوا } وفي [الحج: 9]ثاني عطفه ليَضل } وفي [لقمان: 6]:ليَضل عن سبيل الله بغير علم } وفي [الزمر: 8]:أنداداً ليَضل } بفتح الياء في هذه المواضع الستة؛ وضمهن عاصم، وحمزة، والكسائي. وقرأ نافع، وابن عامر، «ليَضَلون بأهوائهم» وفي { يونس }: { ليَضلوا } بالفتح، وضما الأربعة الباقية. فمن فتح، أراد: أنهم هم الذين ضلوا؛ ومن ضم، أراد: أنهم أضلوا غيرهم، وذلك أبلغ في الضلال، لأن كل مُضِلٍّ ضَالٌ، وليس كل ضَالٍّ مُضِلاً.