الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُدْهَآمَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ }

قوله تعالى: { ومِنْ دُونِهما جَنَّتانِ } قال الزجاج: المعنى: ولِمَن خاف مقام ربِّه جنَّتان، وله مِن دونهما جنَّتان.

وفي قوله: «ومِنْ دونِهما» قولان.

أحدهما: دونهما في الدَّرج، قاله ابن عباس.

والثاني: دونهما في الفضل كما روى أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " جنَّتان من ذهب وجنَّتان من فضة " ؛ وإلى نحو هذا ذهب ابن زيد، ومقاتل.

قوله تعالى: { مُدْهامَّتانِ } قال ابن عباس [وابن الزبير]: خضراوان من الرِّيّ. وقال أبو عبيدة: من خُضرتهما قد اسودَّتا. قال الزجاج: يعني أنهما خضراوان تضرب خضرتُهما إلى السَّواد، وكل نبت أخضر فتمام خُضرته ورِيِّه أن يَضرب إلى السَّواد.

قوله تعالى: { نضّاختان } قال أبو عبيدة: فوّارتان. وقال ابن قتيبة: تفوران، و«النَّضْخ» أكثر من «النَّضْح». وفيما يفوران به أربعة أقوال.

أحدها: بالمسك والكافور، قاله ابن مسعود.

والثاني: بالماء، قاله ابن عباس.

والثالث: بالخير والبركة، قاله الحسن.

والرابع: بأنواع الفاكهة، قاله سعيد بن جبير.

قوله تعالى: { ونَخْلٌ ورُمّانٌ } قال ابن عباس: نَخْلُ الجَنَّة: جذوعها زمرُّد أخضر، وكَرَبُها: ذهبٌ أحمر، وسَعَفها: كُسوة أهل الجنة، منها مُقطَّعاتهم وحُللهم. وقال سعيد بن جبير: نخل الجنة: جذوعها من ذهب، وعروقها من ذهب، وكرانيفها من زمرُّد، ورُطَبها كالدِّلاء أشد بياضاً من اللَّبَن، وألين من الزُّبد، وأحلى من العسل، ليس له عَجَم. قال أبو عبيدة: الكرانيف: أصول السَّعَف الغلاظ، الواحدة: كرْنافَة. وإنما أُعاد ذِكر النَّخْل والرُّمّان ـ وقد دخلا في الفاكهة ـ لبيان فضلهما كما ذكرنا في قوله:وملائكتِه ورُسُله وجِبريل ومِيكالَ } [البقرة: 98]، هذا قول جمهور المفسرين واللُّغويِّين. وحكى الفراء والزجاج أن قوماً قالوا: ليسا من الفاكهة؛ قال الفراء: وقد ذهبوا مذهباً، ولكن العرب تجعلهما فاكهة. قال الأزهري: ما علمتُ أحداً من العرب قال في النخيل والكروم وثمارها: إِنها ليست من الفاكهة، وإنما قال من قال، لقِلَّة عِلْمه بكلام العرب، فالعرب تذكرُ أشياء جملة ثم تخُصُّ شيئاً منها بالتسمية تنبيهاً على فضل فيه، كقوله:وجِبريلَ ومِيكالَ } [البقرة: 98]؛ فمن قال: ليسا من الملائكة كفر، ومن قال: ثمر النخل والرمان ليسا من الفاكهة جهل.

قوله تعالى: { فِيهِنَّ } يعني في الجِنان الأربع { خَيْراتٌ } يعني الحُور. وقرأ معاذ القارىء، وعاصم الجحدري، وأبو نهيك: «خَيِّراتٌ» بتشديد الياء. قال اللغويون: أصله «خَيِّراتٌ» بالتشديد، فخُفِّف، كما قيل: هَيْنٌ لَيْنٌ، وهَيِّنٌ لَيِّنٌ. وروت أُمُّ سَلَمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " خَيْراتُ الأخلاقِ حِسان الوُجوه ". قوله تعالى: { حُورٌ مقصوراتٌ } قد بيَّنّا في سورة [الدخان: 54] معنى الحُور.

وفي المقصورات قولان.

أحدهما: المحبوسات في الحِجَال، قاله ابن عباس، وهو مذهب الحسن، وأبي العالية، والقرظي، والضحاك، وأبي صالح.

السابقالتالي
2 3