قوله تعالى: { هذا نذيرٌ } فيه قولان. أحدهما: أنه القرآن، نذيرٌ بما أنذرتْ الكتبُ المتقدِّمة، قاله قتادة. والثاني: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، نذيرٌ بما أنذرتْ به الأنبياءُ، قاله ابن جريج. قوله تعالى: { أزِفت الآزفة } أي: دَنَت القيامة، { ليس لها مِنْ دُون الله كاشفة } فيه قولان. أحدهما: إذا غَشِيَت الخَلْقَ شدائدُها وأهوالُها لمْ يَكْشِفها أحد ولم يرُدَّها، قاله عطاء، وقتادة، والضحاك. والثاني: ليس لعِلْمها كاشف دونَ الله، أي: لا يَعلم عِلْمها إلاّ الله، قاله الفراء، قال: وتأنيث «كاشفة» كقوله:{ هل ترى لهم من باقيةٍ } [الحاقة: 8] يريد: مِن بقاءٍ؛ والعافية والباقية والناهية كُلُّه في معنى المصدر. وقال غيره: تأنيث «كاشفة» على تقدير: نفس كاشفة. قوله تعالى: { أفَمِن هذا الحديث } قال مقاتل: يعني القرآن { تَعْجَبونَ } تكذيباً به، { وتَضْحَكون } استهزاءً { ولا تَبْكون } ممّا فيه من الوعيد؟! ويعني بهذا كفار مكة، { وأنتم سامِدون } فيه خمسة أقوال. أحدها: لاهون، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال الفّراء والزجّاج. قال أبو عبيدة: يقال: دَعْ عنك سُمودَك، أي: لَهْوك. والثاني: مُعْرِضون، قاله مجاهد. والثالث: أنه الغِناء، وهي لغة يمانية، يقولون: اسْمُد لنا، أي: تَغَنَّ لنا، رواه عكرمة عن ابن عباس. وقال عكرمة: هو الغِناء بالحِمْيَريَّة. والرابع: غافلون، قاله قتادة. والخامس: أشِرون بَطِرون، قاله الضحاك. قوله تعالى: { فاسْجُدوا لله } فيه قولان. أحدهما: أنه سُجود التلاوة، قاله ابن مسعود. والثاني: سُجود الفرض في الصلاة. قال مقاتل: يعني بقوله: «فاسْجُدوا»: الصلوات الخمس. وفي قوله: { واعْبُدوا } قولان. أحدهما: أنه التوحيد. والثاني: العبادة.