الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنْثَىٰ } * { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً } * { فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱهْتَدَىٰ }

قوله تعالى: { إن الذين لا يؤمِنون بالآخرة } أي: بالبعث { لَيُسَمُّونَ الملائكةَ تسميةَ الأُنثى } وذلك حين زعموا أنها بنات الله، { وما لهم } بذلك، { من عِلْمٍ } أي: ما يَستيقِنون أنها إناث { إن يَتَّبَعون إِلاّ الظَّنَّ وإن الظَّنَّ لا يُغْني مِن الحقِّ شيئاً } أي: لا يقوم مقامَ العِلْم؛ فالحقُّ هاهنا بمعنى العِلْم.

{ فأَعْرِضْ عمَّن تولَّى عن ذِكْرِنا } يعني القرآن؛ وهذا عند المفسرين منسوخ بآية السيف.

قوله تعالى: { ذلك مَبلغُهم من العِلْم } قال الزجّاج: إنَّما يعلمون ما يحتاجون إليه في معايشهم، وقد نبذوا أمر الآخرة.

قوله تعالى: { هو أعلمُ بمن ضَلَّ عن سبيله... } الآية؛ والمعنى أنه عالِمٌ بالفريقين فيجازيهم.