الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ إِنِّي لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ }

قوله تعالى: { لا أملك إِلا نفسي وأخي } فيه قولان.

أحدهما: لا أملك إِلا نفسي، وأخي لا يملك إِلا نفسه.

والثاني: لا أملك إِلا نفسي وإِلاّ أخي، أي: وأملك طاعة أخي، لأن أخاه إِذا أطاعه فهو كالمِلْكِ له، وهذا على وجه المجاز، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر " فبكى أبو بكر، وقال: هل أنا ومالي إِلا لك يا رسول الله يعني: أنِّي متصرّف حيث صرّفتني، وأمرك جائِز في مالي.

قوله تعالى: { فافرُق بيننا وبين القوم الفاسقين } قال ابن عباس: اقض بيننا وبينهم. وقال أبو عبيدة: باعد، وافصل، وميّز. وفي المراد بالفاسقين ثلاثة أقوال.

أحدها: العاصون، قاله ابن عباس.

والثاني: الكاذبون، قاله ابن زيد.

والثالث: الكافرون، قاله أبو عبيدة. قال السدي: غضب موسى حين قالوا له: اذهب أنت وربك، فدعا عليهم، وكانت عجلة من موسى عجلها.