الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }

قوله تعالى: { قال رجلان من الذين يخافون } في الرجلين ثلاثة أقوال.

أحدها: أنهما يوشع بن نون، وكالب بن يوقنة، قاله ابن عباس. وقال مجاهد: ابن يوقنّا، وهما من النقباء.

والثاني: أنهما كانا من الجبارين فأسلما، روي عن ابن عباس.

والثالث: أنهما كانا في مدينة الجبارين، وهما على دين موسى، قاله الضحاك. وقرأ ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وأبو رجاء، وأيوب: «يُخافون» بضم الياء، على معنى أنهما كانا من العدوّ، فخرجا مؤمنين. وفي معنى «خوفهم» ثلاثة أقوال.

أحدها: أنهم خافوا الله وحده.

والثاني: خافوا الجبارين، ولم يمنعهم خوفهم قول الحق.

والثالث: يُخاف منهم، على قراءة ابن جبير.

وفيما أنعم به عليهما أربعة أقوال.

أحدها: الإِسلام، قاله ابن عباس.

والثاني: الصلاح والفضل واليقين، قاله عطاء.

والثالث: الهُدى، قاله الضحاك.

والرابع: الخوف، ذكره ابن جرير عن بعض السلف.

قوله تعالى: { ادخلوا عليهم الباب } قال ابن عباس: قال الرجلان: ادخلوا عليهم باب القرية، فانهم قد مُلئوا منا رعباً وفَرَقاً.