قوله تعالى: { مَنْ لاَ يستجيبُ له } يعني الأصنام { وهم عن دعائهم غافلون } لأنها جماد لا تَسمع، فإذا قامت القيامة صارت الآلهة أعداءً لعابديها في الدنيا. ثم ذكر [بما] بعد هذا أنهم يسمُّون القرآن سِحْراً وأن محمداً افتراه. قوله تعالى: { فلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً } أي: لا تقدِرون على أن ترُدُّوا عني عذابَه، أي: فكيف أفتري مِنْ أجِلكم وأنتم لا تقدرون على دفع عذابه عنِّي؟! { هو أعلمُ بما تُفيضونَ فيه } أي: بما تقولون في القرآن وتخوضون فيه من التكذيب والقول بأنه سِحْر { كفى به شهيداً بيني وبينَكم } أن القرآن جاء مِنْ عندِ الله { وهو الغفور الرحيم } في تأخير العذاب عنكم. وقال الزجاج: إنما ذكر هاهنا الغُفران والرَّحمة ليُعْلِمَهم أنَّ من أتى ما أَتَيْتُم ثم تاب فإن الله تعالى غفور له رحيم به.