الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ } * { إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لأيَٰتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ } * { وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } * { وَٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِ يُؤْمِنُونَ } * { وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } * { يَسْمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { وَإِذَا عَلِمَ مِنْ ءَايَٰتِنَا شَيْئاً ٱتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } * { مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ شَيْئاً وَلاَ مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { هَـٰذَا هُدًى وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلْبَحْرَ لِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأيَٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

قوله تعالى: { حم تنزيلُ الكتاب } قد شرحناه في أول [المؤمن].

قوله تعالى: { وفي خَلْقكم } أي: من تراب ثم من نُطْفة إِلى أن يتكامل خَلْق الإِِنسان { وما يَبُثُّ مِنْ دابَّة } أي: وما يُفرِّق في الأرض من جميع ما خلق على اختلاف ذلك في الخَلْق والصُّوَر { آياتٌ } تدُلُّ على وحدانيَّته. قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: { آياتٌ } رفعاً { وتصريفِ الرِّياحِ آياتٌ } رفعاً أيضاً. وقرأ حمزة، والكسائي: بالكسر فيهما. والرِّزق هاهنا بمعنى المطر.

قوله تعالى: { تلك آياتُ الله } أي: هذه حُجج الله { نتلوها عليك بالحق فبأيِّ حديثٍ بَعْدَ الله } أي: بعد حديثه { وآياتِه } يؤمِن هؤلاء المشركون؟!.

قوله تعالى: { وَيْلٌ لكل أفّاكٍ أثيمٍ } روى أبو صالح عن ابن عباس أنها نزلت في النضر بن الحارث. وقد بيَّنّا معناها في [الشعراء: 222] والآية التي تليها مفسَّرة في [لقمان: 7].

قوله تعالى: { وإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شيئاً } قال مقاتل: معناه: إِذا سمع. وقرأ ابن مسعود: " وِإذا عُلِّمَ " برفع العين وكسر اللام وتشديدها.

قوله تعالى: { اتَّخَذَها هُزُواً } أي: سَخِر منها، وذلك كفعل أبي جهل حين نزلتإِنَّ شَجَرة الزَّقُّوم، طعاُم الأثيمِ } [الدخان: 43ـ 44] فدعا بتمر وزُبْد، وقال: تَزَقَّموا فما يَعِدُكم محمد إِلاَّ هذا. وإِنما قال: { أولئك } لأنه ردَّ الكلام إلى معنى " كُلّ ".

{ مِنْ ورائهم جهنَّمُ } قد فسَّرناه في [إبراهيم: 16] { ولا يُغْني عنهم ما كسَبوا شيئاً } من الأموال، ولا ما عبدوا من الآلهة.

قوله تعالى: { هذا هُدىً } يعني القرآن { والذين كفَروا } به، { لهم عذابُ من رِجْزٍ أليمٌ } قرأ ابن كثير، وحفص عن عاصم: " أليمٌ " بالرفع على نعت العذاب، وقرأ الباقون: بالكسر على نعت الرِّجز. والرِّجز بمعنى العذاب، وقد شرحناه في [الأعراف: 134].

قوله تعالى: { جميعاً منه } أي: ذلك التسخير منه لا مِنْ غيره، فهو مِنْ فضله. وقرأ عبد الله بن عمرو، وابن عباس، وأبو مجلز، وابن السميفع، وابن محيصن، والجحدري: { جميعاً مِنَّةً } بفتح النون وتشديدها وتاء منصوبة منوَّنة. وقرأ سعيد بن جبير: " مَنُّهُ " بفتح الميم ورفع النون والهاء مشددة النون.