الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ } * { طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } * { كَٱلْمُهْلِ يَغْلِي فِي ٱلْبُطُونِ } * { كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ } * { خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } * { ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } * { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } * { إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } * { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ } * { كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } * { يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } * { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { فَٱرْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ }

{ إِنَّ شجَرَة الزَّقوُّم } قد ذكرناها في [الصافات: 62]. و " الأثيم ": الفاجر؛ وقال مقاتل: هو أبو جهل. وقد ذكرنا معنى " المُهْل " في [الكهف: 29].

قوله تعالى: { يَغْلِي في البُطونِ } قرأ ابن كثير، وابن عامر، وحفص عن عاصم: { يغلي } بالياء؛ والباقون: بالتاء. فمن قرأ [ { تغلي } ] بالتاء، فلتأنيث الشجرة؛ ومن قرأ بالياء، حمله على الطعام قال أبو علي الفارسي: ولا يجوز أن يُحْمَل الغَلْيُ على المُهْل، لأن المهْل ذُكِر للتشبيه في الذَّوْب، وإٍنما يغلي ما شُبِّه به { كغَلْيِ الحميم } وهو الماء الحارُّ إِذا اشْتَدَّ غَلَيانُه.

قوله تعالى: { خُذوه } أي: يقال للزبانية: خذوه { فاعْتِلُوه } وقرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر، ويعقوب: بضم التاء؛ وكسرها الباقون؛ قال ابن قتيبة: ومعناه قُودوه بالعُنف، يقال جيء بفلان يُعْتَلُ إِلى السلطان، و " سواء الجحيم ": وسط النار. قال مقاتل: الآيات في أبي جهل يضربه الملَك من خُزّان جهنم على رأسه بمقمعة من حديد فتنقُب عن دماغه، فيجري دماغُه على جسده، ثم يصُبُّ الملَك في النَّقْب ماءً حميماً قد انتهى حَرُّه، فيقع في بطنه، ثم يقول [له] الملَك: (ذُقْ) العذاب { إِنَّك أنتَ العزيز الكريم } هذا توبيخ له بذلك؛ وكان أبو جهل يقول: أنا أعَزًّ قريش وأكرمُها. وقرأ الكسائي: { ذُقْ أنَّكَ } بفتح الهمزة؛ والباقون: بكسرها قال أبو علي: من كسرها، فالمعنى أنت العزيز في زعمك، ومن فتح، فالمعنى بأنَّكَ.

فإن قيل: كيف سُمِّي بالعزيز وليس به؟

فالجواب: من ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه قيل ذلك استهزاءً به، قاله سعيد بن جبير، ومقاتل.

والثاني: أنت العزيز [الكريم] عند نَفْسك، قاله قتادة.

والثالث: أنت العزيز في قومك، الكريم على أهلك، حكاه الماوردي.

ويقول الخزّان لأهل النار: { إِنّ هذا ما كنتم به تَمْتَرون } أي: تَشُكُّون في كونه.

ثم ذكر مستقَرَّ المُتَّقِين فقال: { ِإَّن المُتَّقِينَ في مَقامٍ أمينٍ } قرأ نافع، وابن عامر: { في مُقام } بضم الميم؛ والباقون: بفتحها قال الفراء: المَقام، بفتح الميم: المكان، وبضمها الإِقامة.

قوله تعالى: { أمينٍ } أي: أمِنوا فيه الغِيَر والحوادث. وقد ذكرنا " الجَنّات " في [البقرة: 25] و[ذكرنا] معنى " العُيون " ومعنى " متقابِلين " في [الحجر: 45ـ 47] وذكرنا " السُّندُس والإِستبرق " في [الكهف: 31].

قوله تعالى: { كذلك } أي: الأمر كما وَصَفْنا { وزوَّجْناهم بِحُورٍ عينٍ } قال المفسرون: المعنى: قَرَنّاهم بِهِنّ، وليس من عقد التزويج. قال أبو عبيدة: المعنى: جَعَلْنا ذكور أهل الجنة أزواجاً { بحور عِينٍ } من النساء، تقول للرجل: زوِّج هذه النَّعل الفرد بالنَّعل الفرد. أي: اجعلهما زَوْجاً، والمعنى: جَعَلْناهم اثنين اثنين. وقال يونس: العرب لا تقول تزوَّج بها، إِنما يقولون تزوجَّها ومعنى { وزَوَّجْناهم بِحُورٍ عينٍ }: قَرَنّاهم.

السابقالتالي
2