الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ } * { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } * { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ }

قوله تعالى: { ومَنْ يْضْلِلِ اللهُ فما لَهُ من وليّ } أي: من أحدٍ يلي هدايته بعد إضلال الله إيّاه.

{ وتَرى الظالمين } يعني المشركين { لمّا رأوُا العذابَ } في الآخرة يسألون الرّجعة إلى الدنيا { يقولون هل إِلى مَرَدٍ من سبيل }.

{ وتَراهم يُعْرَضون عليها } أي: على النار { خاشعين } أي: خاضعين متواضعين { من الذُّلِّ ينظُرون من طَرْفٍ خَفِيٍّ } وفيه أربعة أقوال:

أحدها: من طَرْفٍ ذليل، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد. وقال الأخفش: ينظُرون من عين ضعيفة. وقال غيره: " مِنْ " بمعنى " الباء ".

والثاني: يسارِقون النظر، قاله قتادة، والسدي.

والثالث: ينظُرون ببعض العَيْن، قاله أبو عبيدة.

والرابع: أنهم ينظُرون إلى النار بقلوبهم، لأنهم قد حُشروا عُمْياً فلم يَرَوها بأعيُنهم، حكاه الفراء، والزجاج. وما بعد هذا قد سبق بيانه [الأنعام: 12] [هود: 39] إلى قوله: { ينصُرونهم من دون الله } أي: يمنعونهم من عذاب الله.