الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ ٱلْوَلِيُّ ٱلْحَمِيدُ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ } * { وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } * { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

{ وهو الذي ينزِّل الغيث } يعني: المطر وقت الحاجة { مِنْ بَعْدِ ما قَنَطوا } أي: يئسوا، وذلك أدعى لهم إلى شكر مُنزله { ويَنْشُر رحمتَه } في الرحمة هاهنا قولان.

أحدهما: المطر، قاله مقاتل.

والثاني: الشمس بعد المطر، حكاه أبو سليمان الدمشقي. وقد ذكرنا " الوليَ " في سورة [النساء: 45] و " الحميد " في [البقرة: 267].

قوله تعالى: { وما أصابكم من مصيبة } وهو ما يلحق المؤمن من مكروهٍ { فبما كسَبَتْ أيديكم } من المعاصي. وقرأ نافع، وابن عامر: " بما كسَبَتْ أيديكم " بغير فاء وكذلك [هي] في مصاحف أهل المدينة والشام { ويعفوا عن كثير } من السَّيّئات فلا يُعاقِبُ بها. وقيل لأبي سليمان الداراني: ما بال العقلاء أزالوا اللَّوم عمَّن أساء إليهم؟ قال: إنهم علموا أن الله تعالى إنما ابتلاهم بذنوبهم، وقرأ هذه الآية.

قوله تعالى: { وما أنتم بُمْعِجِزين في الأرض } إن أراد الله عقوبتكم، وهذا يدخل فيه الكفار والعصاة كلُّهم.