الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } * { وَيَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَٱلْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } * { وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ }

قوله تعالى: { وهو الذي يَقْبَل التَّوبة عن عباده } قد ذكرناه في [براءة: 104].

قوله تعالى: { ويَعْلَمُ ما تَفعلون } أي: من خير وشرّ. قرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: بالتاء، وقرأ الباقون: بالياء، على الإِخبار عن المشركين والتهديد لهم.

و " يستجيب " بمعنى يُجيب. وفيه قولان:

أحدهما: أن الفعل فيه لله، والمعنى: يُجيبهم إذا سألوه؛ وقد روى قتادة عن أبي إبراهيم اللخمي { ويستجيب الذين آمنوا } قال: يُشَفَّعون في إِخوانهم. { ويَزيدُهم مِنْ فَضْله } قال: يُشَفَّعون في إِخوان إِخوانهم.

والثاني: أنه للمؤمنين؛ فالمعنى: يجيبونه والأول أصح.

قوله تعالى: { ولو بَسَطَ اللهُ الرِّزق لعباده } قال خَبَّاب ابن الأرتّ: فينا نزلت هذه الآية، وذلك أنّا نَظَرْنا إلى أموال بني قريظة والنَّضير فتمنَّيناها، فنزلت هذه الآية. ومعنى الآية: لو أوسَع اللهُ الرِّزق لعباده لبَطِروا وعَصَوْا وبغى بعضُهم على بعض، { ولكن ينزِّل بقَدَرٍ ما يشاءُ } أي: ينزل أمره بتقدير ما يشاء مما يُصلح أمورَهم ولا يُطغيهم { إِنه بعباده خبيرٌ بصيرٌ } فمنهم من لا يُصلحه إلا الغنى، ومنهم من لا يُصلحه إلا الفقر.