ثم عاد الكلامُ إلى نصيحة المؤمن لقومه، وهو قوله: { اتَّبِعونِ أهْدِكم سبيل الرَّشادِ } أي: طريق الهدى، { يا قومِ إِنما هذه الحياةُ الدُّنيا متاعٌ } يعني الحياة في هذه الدار متاع يُتمتَّع بها أياماً ثم تنقطع { وإنَّ الآخرة هي دار القرار } التي لازوال لها. { من عَمِلَ سيِّئةً } فيها قولان.. أحدهما: أنها الشِّرك، ومثلها جهنم، قاله الأكثرون. والثاني: المعاصي، ومثلُها: العقوبةُ بمقدارها، قاله أبو سليمان الدمشقي. فعلى الأول، العمل الصالح: التوحيد، وعلى الثاني، هو [علىٍ] الإطلاق. قوله تعالى: { فأولئك يدخُلون الجنة } قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: " يُدخَلونَ " بضم الياء. وقرأ نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: بالفتح، وعن عاصم كالقراءتين. وفي قوله: { بغير حساب } قولان. أحدهما: أنهم لا تَبِعَةَ عليهم فيما يُعْطَون في الجنة، قاله مقاتل. والثاني: أنه يُصَبُّ عليهم الرِّزق صَبّاً بغير تقتير، قاله أبو سليمان الدمشقي.