الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ } * { قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } * { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ٱلْكَبِيرِ }

قوله تعالى: { إِنَّ الذين كَفَروا ينادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ } قال المفسِّرون: لمّا رأوْا أعمالَهم وأُدخِلوا النّارِ مَقَتُوا أنفُسَهم لِسُوءِ فِعْلِهم، فناداهم مُنادٍ: لَمَقْتُ الله إيّاكم في الدُّنيا { إِذ تُدْعَوْنَ إِلى الإِيمان فتكفُرونَ } أكبرُ مِنْ مقتكم أنفُسكم.

ثم أخبر عما يقولون في النار بقوله { ربَّنا أَمَتَّنا اثْنَتَيْنِ وأَحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ } وهذا مثل قولهوكنتم أمواتاً فأحياكم ثُمَّ يميتُكم ثُمَّ يُحْييكم } [البقرة:28] وقد فسَّرناه هنالك.

قوله تعالى: { فهل إِلى خُروج } أي: من النار إِلى الدنيا لنعملَ بالطاعة { مِنْ سَبيلٍ }؟ وفي الكلام اختصار، تقديره: فَأُجيبوا أن لا سبيل إِلى ذلك؛ وقيل لهم { ذلكم } يعني العذاب الذي نزل بهم { بأنَّه إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَه كَفَرتم } أي: إِذا قيل " لا إله إلا الله " أنكرَتم، وإن جُعل له شريكٌ آمنتم، { فالحُكم لله } فهو الذي حكم على المشركين بالنار. وقد بيَّنَّا في سورة [البقرة:255] معنى العليّ وفي [الرعد:9] معنى الكبير.