الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً }

قوله تعالى: { فقاتل في سبيل الله } سبب نزولها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ندب الناس لموعد أبي سفيان ببدر الصُغرى بعد أُحُد، كره بعضهم ذلك، فنزلت هذه الآية، رواه أبو صالح، عن ابن عباس. وفي «فاء» «فقاتل» قولان.

أحدهما: أنه جوابُ قوله { ومَن يُقاتِل في سبيل الله فيقتل أو يغلب }.

والثاني: أنها متصلة بقوله { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله } ذكرهما ابن السريّ. والمرادُ بسبيل الله: الجهاد.

قوله تعالى: { لا تكلف إِلا نفسك } أي: إِلا المجاهدة بنفسك. و«حرّض» بمعنى حضّض. قال الزجاج: ومعنى «عسى» في اللغة: معنى الطمع والإِشفاق. والإِطماع من الله واجب. و«البأس»: الشدّة. وقال ابن عباس: والله أشدّ عذاباً. قال قتادة: و«التنكيل» العقوبة.