الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَٱنفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ ٱنْفِرُواْ جَمِيعاً }

قوله تعالى: { خذوا حذركم } فيه قولان.

أحدهما: احذروا عدوّكم. والثاني: خذوا سلاحكم.

قوله تعالى: { فانفروا ثبات } قال ابن قتيبة: أي: جماعات، واحدتها: ثبة، يريد جماعة بعد جماعة. وقال الزجاج: «الثباتُ»: الجماعات المتفرّقة. قال زهير:
وقد أغْدُوا على ثُبَةٍ كِرامٍ   نَشَاوى واجدين لما نشاء
قال ابن عباس: فانفروا ثبات، أي: عصباً، سرايا متفرِّقين، أو انفروا [جميعاً يعنى] كلكم.

فصل

وقد نقل عن ابن عباس أن هذه الآية وقولهانفروا خفافاً وثقالاً } [التوبة: 41]. وقوله:إِلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً } [التوبة: 39] منسوخات بقولهوما كان المؤمنون لينفروا كافة } [التوبة: 122] قال أبو سليمان الدمشقي: والأمر في ذلك بحسب ما يراه الإِمام، وليس في هذا من المنسوخ شيء.