قوله تعالى: { فمنهم من آمن به } فيمن تعود عليه الهاء، والميم قولان. أحدهما: اليهود الذين أنذرهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول مجاهد، ومقاتل، والفراء في آخرين. فعلى هذا القول في هاء «به» ثلاثة أقوال. أحدها: تعود على ما أنزل الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قاله مجاهد. قال أبو سليمان: فيكون الكلام مبنيا على قوله { على ما آتاهم الله من فضله } وهو النبوة، والقرآن. والثاني: أنها تعود إِلى النبي صلى الله عليه وسلم، فتكون متعلقة بقوله { أم يحسدون الناس } يعني بالناس: محمداً صلى الله عليه وسلم، ويكون المراد بقوله { فمنهم من آمن به } عبد الله بن سلام، وأصحابه. والثالث: أنها تعود إلى النَّبأِ عن آل إِبراهيم، قاله الفراء. والقول الثاني: أن الهاء، والميم في قوله «فمنهم» تعود إِلى آل إِبراهيم، فعلى هذا في هاء «به» قولان. أحدهما: أنها عائدة إِلى إِبراهيم، قاله السدي. والثاني: إِلى الكتاب، قاله مقاتل. قوله تعالى { ومنهم من صدّ عنه } وقرأ ابن مسعود، وابن عباس، وابن جبير، وعكرمة، وابن يعمر، والجحدري: «من صُدّ عنه» برفع الصاد. وقرأ أُبيُّ بن كعب، وأبو الجوزاء، وأبو رجاء والجوني، بكسر الصاد.