الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلرَّسُولُ بِٱلْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }

قوله تعالى: { يا أيها الناس } الكلام عامّ، وروي عن ابن عباس أنه قال: أراد المشركين. { قد جاءكم الرسول بالحق } أي: بالهدى، والصدق.

قوله تعالى: { فآمنوا خيراً لكم } قال الزجاج عن الخليل وجميع البصريين: إنه منصوبٌ بالحمل على معناه، لأنك إِذا قلت: انته خيراً لك، وأنت تدفعه عن أمرٍ فتدخله في غيره، كان المعنى: انته وأتِ خيراً لك، وادخل في ما هو خير لك، وأنشد الخليل، وسيبويه قول عمر بن أبي ربيعة:
فواعديه سَرْحَتَيْ مالك   أَوِ الرُّبا بينهما أسهَلا
كأنه قال: إِيتي مكاناً أسهل.

قوله تعالى: { وإِن تكفروا فان لله ما في السماوات والأرض } أي: هو غني عنكم، وعن إِيمانكم، { وكان الله عليماً } بما يكون من إِيمان أو كفر { حكيماً } في تكليفكم مع علمه بما يكون منكم.