الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }

قوله تعالى: { إِن المنافقين يخادعون الله } أي: يعملون عمل المخادع. وقيل: يخادعون نبيّه، وهو خادعهم، أي: مجازيهم على خداعهم. وقال الزجاج: لما أمر بقبول ما أظهروا، كان خادعاً لهم بذلك. وقيل: خداعه إِياهم يكون في القيامة بإطفاء نورهم، وقد شرحنا طرفاً من هذا في (البقرة).

قوله تعالى: { وإِذا قاموا إِلى الصلاة قاموا كسالى } أي: متثاقلين. و«كسالى»: جمع كسلان، و«الكسل»: التثاقل عن الأمر. وقرأ أبو عمران الجوني: «كسلى» بفتح الكاف، وقرأ ابن السميفع: «كسلى»، بفتح الكاف من غير ألف. وإنما كانوا هكذا، لأنهم يصلّون حذراً على دمائهم لا يرجون بفعلها ثواباً، ولا يخافون بتركها عقاباً.

قوله تعالى: { يراؤونَ الناس } أي: يصلُّون ليراهم الناس. قال قتادة: والله لولا الناس ما صلى المنافق. وفي تسمية ذكرهم بالقليل ثلاثة أقوال.

أحدها: أنه سُمّي قليلاً، لأنه غير مقبول، قاله علي رضي الله عنه، وقتادة.

والثاني: لأنه رياء، ولو كان لله، لكان كثيراً، قاله ابن عباس، والحسن.

والثالث: أنه قليل في نفسه، لأنهم يقتصرون على ما يظهر، دون ما يخفى من القراءة والتسبيح، ذكره الماوردي.