قوله تعالى: { وإِذا مَسَّ الإِنسانَ ضُرٌّ } اختلفوا فيمن نزلت على قولين. أحدهما: في عتبة بن ربيعة، قاله عطاء. والثاني: في أبي حذيفة بن المغيرة، قاله مقاتل. والضُرُّ: البلاء والشِّدَّة. { مُنِيباً إِليه } أي: راجعاً إليه من شِركه. { ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ } أي: أعطاه وملَّكه { نِعْمِةً منه } بعد البلاء الذي أصابه، كالصِّحَّة بعد المرض والغنى بعد الفقر { نَسِيَ } أي: ترك ما كان يدعو إِليه، وفيه ثلاثة أقوال. أحدها: نسي الدُّعاء الذي كان يتضرَّع به إلى الله تعالى. والثاني: نَسِيَ الضُّرَ الذي [كان] يدعو [الله] إٍلى كَشْفه. والثالث: نَسِيَ الله الذي [كان] يتضرَّع إِليه. قال الزجّاج: وقد تَدُلُّ { ما } على الله عز وجل، كقوله{ ولا أنتمُ عابِدونَ ما أعبُدُ } [الكافرون:3] وقال الفراء: تَرَكَ ما كان يدعو إِليه، وقد سبق معنى الأنداد [البقرة:22] ومعنى{ لِيُضِلَّ عن سبيل الله } [الحج:9]. قوله تعالى: { قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفرك } لفظُه لفظُ الأمر ومعناه التهديد، ومثله{ فتَمَتَّعُوا فسَوْفَ تَعْلَمُونَ } [النحل:55].