الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ }

قوله تعالى: { وإِذا مَسَّ الإِنسانَ ضُرٌّ } اختلفوا فيمن نزلت على قولين.

أحدهما: في عتبة بن ربيعة، قاله عطاء.

والثاني: في أبي حذيفة بن المغيرة، قاله مقاتل. والضُرُّ: البلاء والشِّدَّة.

{ مُنِيباً إِليه } أي: راجعاً إليه من شِركه.

{ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ } أي: أعطاه وملَّكه { نِعْمِةً منه } بعد البلاء الذي أصابه، كالصِّحَّة بعد المرض والغنى بعد الفقر { نَسِيَ } أي: ترك ما كان يدعو إِليه، وفيه ثلاثة أقوال.

أحدها: نسي الدُّعاء الذي كان يتضرَّع به إلى الله تعالى.

والثاني: نَسِيَ الضُّرَ الذي [كان] يدعو [الله] إٍلى كَشْفه.

والثالث: نَسِيَ الله الذي [كان] يتضرَّع إِليه. قال الزجّاج: وقد تَدُلُّ { ما } على الله عز وجل، كقولهولا أنتمُ عابِدونَ ما أعبُدُ } [الكافرون:3] وقال الفراء: تَرَكَ ما كان يدعو إِليه، وقد سبق معنى الأنداد [البقرة:22] ومعنىلِيُضِلَّ عن سبيل الله } [الحج:9].

قوله تعالى: { قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفرك } لفظُه لفظُ الأمر ومعناه التهديد، ومثلهفتَمَتَّعُوا فسَوْفَ تَعْلَمُونَ } [النحل:55].