قوله تعالى: { ونُفِخَ في الصُّور فصَعِقَ } وقرأ ابن السميفع، وابن يعمر، والجحدري: { فصُعِقَ } بضم الصاد { مَنْ في السموات ومَنْ في الأرض } أي: ماتوا من الفزع وشِدَّة الصَّوت. وقد بيَّنّا هذه الآية والخلاف في الذين استُثنوا في سورة [النمل: 87]. { ثُمَّ نُفِخَ فيه أُخْرى } وهي نفخة البعث { فإذا هُمْ } يعني الخلائق { قيامٌ يَنْظُرونَ }. قوله تعالى: { وأَشْرَقَتِ الأرضُ بنُور ربِّها } أي: أضاءت. والمراد بالأرض: عَرَصات القيامة. قوله تعالى: { ووُضِعَ الكتابُ } فيه قولان: أحدهما: كتاب الأعمال، قاله قتادة، ومقاتل. والثاني: الحساب، قاله السدي. وفي الشهداء قولان: أحدهما: أنهم الذين يَشْهَدونَ على الناس بأعمالهم، قاله الجمهور، ثم فيهم أربعة أقوال: أحدها: أنهم المُرْسَلون من الأنبياء. والثاني: أمَّة محمد يَشهدونَ للرُّسل بتبليغ الرِّسالة وتكذيبِ الأُمم إِيّاهم، رويا عن ابن عباس رضي الله عنه. والثالث: الحَفَظَه، قاله عطاء. والرابع: النَّبيُّون والملائكةُ وأُمَّةُ محمد صلى الله عليه وسلم والجوارح، قاله ابن زيد. والثاني: أنهم الشهداء الذين قُتلوا في سبيل الله، قاله قتادة، والأول أصح. { وُوفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ } أي: جزاء عملها { وهُوَ أَعْلَمُ بما يَفْعَلونَ } أي: لا يَحتاجُ إلى كاتب ولا شاهد.