قوله تعالى: { أَفَغَيْرَ اللهِ تأمُرونِّي أَعْبُدُ } قرأ نافع، وابن عامر: { تأمُرُونِي أعْبُدُ } مخفَّفةً، غير أن نافعاً فتح الياء، ولم يفتحها ابن عامر. وقرأ ابن كثير: { تأمرونّيَ } بتشديد النون وفتح الياء. وقرأ الباقون بسكون الياء. وذلك حين دعَوْه إلى دين آبائه { أيُّها الجاهلونَ } أي: فيما تأمُرون. قوله تعالى: { ولقد أُوحِيَ إِليكَ وإِلى الذين مِنْ قَبْلِكَ } فيه تقديم وتأخير، تقديره: ولقد أُوحِيَ إِليكَ لئن أشركتَ لَيَحْبَطَنَّ عملُكَ وكذلك أُوحيَ إِلى الذين مِنْ قَبْلِكَ. قال أبو عبيدة: ومجازها مجاز الأمرين اللَّذَين يُخْبَرُ عن أحدهما ويُكَفُّ عن الآخر، قال ابن عباس: هذا أدبٌ من الله تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم وتهديدٌ لغيره، لأن الله عز وجل قد عصمه من الشِّرك. وقال غيره: إِنما خاطبه بذلك، لِيَعْرِفَ مَنْ دونَه أن الشِّرك يُحبِطُ الأعمال المتقدِّمة كلَّها، ولو وقع من نبيٍّ. وقرأ أبو عمران، وابن السميفع، ويعقوب: { لَنُحْبِطَنَّ } بالنون، " عَمَلَكَ " بالنصب. { بَلِ اللهَ فاعْبُدْ } أي: وَحِّدْ.