الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } * { أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

قوله تعالى: { فإذا مَسَّ الإِنسانَ ضُرٌ دعانا } قال مقاتل: هو أبو حذيفة ابن المغيرة، وقد سبق في هذه السورة نظيرها [الزمر: 8] وإنما كنّى عن النِّعمة بقوله { أُوتيتُه } ، لأن المراد بالنِّعمة: الإنعام.

{ على عِلْمٍ } عندي، أي: على خيرٍ عَلِمَهُ اللهُ عندي. وقيل: على عِلْمٍ مِنَ الله بأنِّي له أهلٌ، قال الله تعالى: { بل هي } يعني النِّعمة التي أنعم [اللهُ] عليه بها { فِتْنَةٌ } أي: بلوى يُبْتَلى بها العبدُ لِيَشْكُرَ أو يكفُر، { ولكنَّ أكثرهم لا يَعْلَمونَ } أن ذلك استدراج لهم وامتحان. وقيل: " بل هي " أي: المقالة التي قالها فتنةٌ.

{ قد قالها } يعني تلك الكلمة، وهي قوله: { إِنما أُوتيتُة على عِلْمٍ } { الذين مِنَ قَبْلِهم } وفيهم قولان:

أحدهما: أنَّهم الأًمم الماضية، قاله السدي.

والثاني: قارون، قاله مقاتل.

قوله تعالى: { فما أغنى عنهم } أي: ما دفع عنهم العذاب { ما كانوا يَكْسِبونَ } وفيه ثلاثة أقوال:

أحدها: من الكفر.

والثاني: من عبادة الأصنام.

والثالث: من الأموال.

{ فأصابهم سيِّئاتُ ما كسَبوا } أي: جزاءُ سيِّئاتهم، وهو العذاب.

ثم أوعد كُفَّار مكَّة، فقال: { والذين ظَلَموا مِنْ هؤلاء سيُصيبُهم سيِّئاتُ ما كسَبوا وما هم بمُعْجِزينَ } أي: إِنهم لا يُعْجِزونَ الله ولا يَفوتونه.

قال مقاتل: ثم وعظهم لِيَعْلَموا وحدانيتَّه حين مُطِروا بعد سبع سنين، فقال: { أوَلَم يَعْلَموا أنَّ الله يَبْسُطُ الرِّزق لِمَنْ يشاءُ ويَقْدِرُ إن في ذلك } أي: في بَسْطِ الرِّزق وتقتيره { لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنونَ }.