الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ } * { وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَاقِينَ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي ٱلْعَالَمِينَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ }

{ ولقد نادانا نوحٌ } أي: دعانا. وفي دعائه، قولان:

أحدهما: أنه دعا مستنصِراً على قومه.

والثاني: أن ينجيَه من الغرق { فَلَنِعْمَ المُجِيبونَ } نحن؛ والمعنى: إِنَّا أَنجيناه وأهلكنا قومه.

وفي { الكَرْب العظيم } قولان:

أحدهما: [أنه] الغرق.

والثاني: أذى قومه.

{ وجعلْنا ذُرِّيَّتَه هُمُ الباقين } [وذلك] أن نسل [أهل] السفينة انقرضوا غير نسل ولده، فالناس كلهُّم من ولد نوح، { وتَرَكْنا عليه } أي: تَرَكْنا عليه ذِكْراً جميلاً { في الآخِرِين } وهم الذين جاؤوا بعده إلى يوم القيامة. قال الزجاج: وذلك الذِّكْر الجميل قولُه { سلامٌ على نوحٍ في العالَمِينَ } وهم الذين جاؤوا من بعده. والمعنى: تَرَكْنا عليه أن يُصَلَّى عليه في الآخِرِين إِلى يوم القيامة { إنَّا كذلك نَجْزي المُحسنِينَ } قال مقاتل: جزاه اللهُ بإحسانه الثَّناءَ الحَسَنَ في العالمين.