الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تُبْدُواْ شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } * { لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِيۤ آبَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلاَ نِسَآئِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً }

قوله تعالى: { إِن تُبْدُوا شيئاً أو تُخْفُوه } قيل: إِنها نزلت فيما أبداه القائل: لئن مات رسول الله لأتزوجنّ عائشة.

قوله تعالى: { لا جُناح عليهنَّ في آبائهنَّ } قال المفسرون: لمَّا نزلت آية الحجاب، قال الآباء والأبناء والأقارب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ونحن أيضاً نُكَلِّمُهُنَّ من وراء حجاب؟ فأنزل الله تعالى: { لا جُناح عليهن في آبائهنَّ } أي: في أن يَرَوْهُنَّ ولا يحتجبْنَ عنهم، إِلى قوله: { ولا نسائهنَّ } قال ابن عباس: يعني نساء المؤمنين، لأن نساء اليهود والنصارى يَصِفْنَ لأزواجهن نساءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِن رأينهنّ.

فان قيل: ما بال العمِّ والخال لم يُذْكَرا؟ فعنه جوابان:

أحدهما: لأن المرأة تَحِلُّ لأبنائهما، فكره أن تضع خمارها عند عمِّها وخالها، لأنهما ينعتانها لأبنائهما، هذا قول الشعبي وعكرمة.

والثاني: لأنهما يجريان مجرى الوالدين فلم يُذْكَرا، قاله الزجاج.

فأما قوله: { ولا ما ملكتْ أيمانُهنَّ } ففيه قولان.

أحدهما: أنه أراد الإِماء دون العبيد، قاله سعيد بن المسيب.

والثاني: أنه عامّ في العبيد والإِماء. قال ابن زيد: كُنَّ أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحتجِبْن من المماليك. وقد سبق بيان هذا في سورة [النور:31].

قوله تعالى: { واتَّقِينَ الله } أي: أن يراكنَّ غير هؤلاء { إِنَّ الله كان على كل شيء شهيداً } أي: لم يَغِب عنه شيء.