الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ شَٰهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً } * { وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً } * { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً } * { وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً }

قوله تعالى: { يا أيُّها النبيُّ إِنَّا أرسلناكَ شاهداً } أَي: على أُمَّتك بالبلاغ { ومبشِّراً } بالجنة لمن صدَّقك { ونذيراً } أي: منذِراً بالنار لمن كذَّبك، { وداعياً إِلى الله } أي: إِلى توحيده وطاعته { بِإِذنه } أي: بأمره، لا أنك فعلتَه من تلقاء نفسك { وسراجاً منيراً } أي: أنت لِمَن اتَّبعك { سراجاً } ، أي: كالسِّراج المضيء في الظلمة يُهتدى به.

قوله تعالى: { وبَشِّر المؤمنين بأنَّ لهم من الله فضلاً كبيراً } وهو الجنة. قال جابر بن عبد الله: لمَّا أُنزل قوله: { إِنَّا فتحنا لك فتحاً ميناً... } الآيات [الفتح] قال الصحابة: هنيئاً لك يا رسول الله، فما لَنا؟ فنزلت هذه الآية.

قوله تعالى: { ولا تُطِع الكافرين } قد سبق في أول السورة.

قوله تعالى: { ودَعْ أذاهم } قال العلماء: معناه لا تجازهم عليه { وتوكَّلْ على الله } في كفاية شرِّهم؛ وهذا منسوخ بآية السيف.