الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُوۤاْ أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ } * { قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ }

قوله تعالى: { وقالوا } يعني منكري البعث { أإِذا ضَلَلْنا في الأرض } وقرأ عليّ بن أبي طالب، وعليّ بن الحسين، وجعفر بن محمد، وأبو رجاء، وأبو مجلز، وحميد، وطلحة: { ضَلِلْنَا } بضاد معجمة مفتوحة وكسر اللام الأولى. قال الفراء: ضَلَلْنَا وضَلِلْنَا لغتان، والمعنى: إِذا صارت عظامنا ولحومنا تراباً كالأرض؛ تقول ضَلَّ الماءُ في اللَّبَن، وضل الشيء في الشيء: إِذا أخفاه وغلب عليه. وقرأ أبو نهيك، وأبو المتوكل، وأبو الجوزاء، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة: { ضُلِّلْنَا } [بضم] الضاد المعجمة وتشديد اللام الأولى وكسرها. وقرأ الحسن، وقتادة، ومعاذ القارىء: { صَلَلْنَا } بصاد غير معجمة مفتوحة، وذكر لها الزجاج معنيين.

أحدهما: أَنْتَنَّا وتَغَيَّرْنا وتغيَّرَت صُوَرُنا؛ يقال: صَلَّ اللحمُ وأَصَلَّ: إِذا أنتن وتغيَّر.

والثاني: صِرْنَا من جنس الصَّلَّة، وهي الأرض اليابسة.

قوله تعالى: { أإِئنَّا لفي خَلْق جديد }؟! هذا استفهام إِنكار.

قوله تعالى: { الذي وُكِّل بِكُم } أي: بقبض أرواحكم { ثُمَّ إِلى ربِّكم تُرْجَعُون } يوم الجزاء.

ثم أخبر عن حالهم في القيامة فقال: { ولو ترى إِذِ المجْرِمون ناكِسو رؤوسِهم } أي: مُطأطئوها حياءً وندماً، { ربَّنا } فيه إِضمار { يقولون ربَّنا } { أبصَرْنا وسَمِعْنا } أي: عَلِمْنا صِحَّة ما كنَّا به مكذِّبين { فارْجِعنا } إِلى الدنيا؛ وجواب «لو» متروك تقديره: لو رأيتَ حالهم لرأيتَ ما يُعتبر به، ولشاهدت العَجَب.